تكشف الرسالة إلى أهل غلاطية عن قلب الرسول بولس الناري، حيث يعلن أن الله قد أفرزه من بطن أمه لهذا العمل الفائق... لا هدف له إلا الدخول بكل نفس إلى أنجيل المسيح والتمتع بقوة الصليب واهب الحرية الداخلية، من كل ضعف ومن كل خطية، بل ومن كل حرفية للناموس. ينطلق الرسول بولس كما بأولاد الله إلى الجلجثة، ليدركوا مفهوم الحرية الحقة القائمة على حب وبذل للأنا، فيعيش المؤمن بروح مخلصه، يسوع المسيح، الذي بكما حريته قدم حياته مبذولة لأجل الغير. الحرية المسيحية ليس مجالاً للتهاون ولا للإباحية، إنما هي حرية الشخص الناضج المقدس الذي يدرك مسئوليته، فيعيش ملتزماً تجاه إلهه، وتجاه نفسه وتجاه البشرية، حاملاً طاقات حب وتقديس لا يقدر العالم أن يحطمها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق