يظن غير العارفين بالروح الكنسية وغير المختبرين لأعماقها أن تكرار القراءات الكنسية في كل عام يورث العابدين الرتابة والسأم والملل والحقيقة أن ينبوعها متدفق يخرج جدداً وعتقاء. فقط تحتاج هذه القراءات المسطورة في كتب الكنيسة المسماة بالدوار (الدوار السنوي ودوار الصوم الأربعيني المقدس والبصخة ودوار الخماسين) ، إلى آذان روحية مدربة وقلوب مستنيرة واعية ومعلمين ووعاظ مضيئين وفاهمين لمقاصد الآباء وحكمتهم من وضع هذه القراءات بترتيبها الكنسي العجيب. وهذا الكتاب محاولة للتأمل وشرح بعض هذه المقاصد الآبائية، انها محاولة جادة تجمع بين تفهم الترتيب الكنسي والميل إلى التأمل الروحي الأختباري وهي محاولة أيضاً تجمع بين إبراز الجوانب الخلاصية والتطبيقات العملية الاجتماعية للحياة المعاصرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق